Apple Worldwide Developers Conference WWDC لهذا العام في مدينة «سان فرانسيسكو» الأميركيّة، والذي أعلنت فيه الشركة عن توجهاتها ومنتجاتها للعام المقبل. وبالطبع، فقد احتلّ هاتف «آي فون» الصدارة، بالإضافة إلى إعلان الشركة عن إصدار جديد لنظام التشغيل «ماك أو إس إكس» Mac OS X، وإعادة تسمية منتج «دوت ماك» .Mac إلى «موبايل مي» MobileMe. وقد يشكل الإصدار الجديد لهاتف «أي فون» خطرا على انتشار الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد» Android التي ستُطرح قبل نهاية هذا العام.
* «آي فون» جديد
* ومن البديهيّ أن تستهلّ «آبل» مؤتمرها بالإعلان عن إصدار جديد متوافق مع شبكات الجيل الثالث 3G، ذي أبعاد أصغر قليلا من الإصدار السابق. ويحتوي الهاتف على البرمجة الجديدة من إصدار 2.0، ويستطيع تشغيل ألعاب متقدمة ومذهلة، وبسعر 10 دولارات أميركيّة للعبة. ويحتوي الهاتف على بطاريّة جديدة تستطيع العمل لحوالي 300 ساعة في وضع الانتظار، و8 إلى 10 ساعات من التكلم عبر شبكات الجيل الثاني، و5 ساعات من التحادث عبر شبكات الجيل الثالث، و7 ساعات من مشاهدة عروض الفيديو، و24 ساعة من الاستماع إلى الموسيقى.
هذا ويحتوي الهاتف على ميزة تحديد المواقع الجغرافيّة عبر الأقمار الاصطناعيّة GPS، حيث انّ الشركة تستخدم نظاما مطوّرا اسمه «إيه ـ جي بي إس» A-GPS يستطيع دمج المعلومات التي يحصل عليها الهاتف من الأقمار الاصطناعيّة مع تلك التي يحصل عليها من أبراج شركات الاتصالات اللاسلكيّة، وحتى استخدام معلومات من شبكات «واي فاي» اللاسلكيّة لتحديد موقع المستخدم بدقة كبيرة. ويدعم الهاتف موجات «جي إس إم/إيدج» GSM/EDGE (850 و900 و1800 و1900 ميغاهيرتز) و«يو إم تي إس/إتش إس دي بي إيه» وHigh Speed Downlink Packet Access HSDPA/HSDPA (850 و1900 و2100 ميغاهيرتز)، و«بلو توث» و«واي فاي» (من أنواع «بي» b و«جي» g، وليس «إن» n)، وموجة أخرى لم يشرح عنها «ستيف جوبز» Steve Jobs، المدير التنفيذيّ والمؤسس لشركة «آبل»، أيّ شيء، بالإضافة إلى دعمه لتقنية «إي دي آر» Enhanced Data Rate EDR لنقل المعلومات بين الأجهزة بسرعات عالية.
وأعلنت «آبل» أنّها رفعت جودة الصوت في الهاتف بشكل كبير، وذلك بعد مراجعة شكاوى واقتراحات المستخدمين. ويعمل الإصدار الجديد بشكل أسرع بـ 3.6 ضعف من الإصدار السابق (ومن هواتف «نوكيا إن 95» و«تريو 750») من، حيث سرعة تحميل المعلومات عبر الشبكة، وعرض صفحات الإنترنت.
تجدر الإشارة إلى أنّ الهاتف أصغر قليلا من الإصدار السابق، حيث انّ أطرافه أقلّ سماكة، بالإضافة إلى وجود غطاء خلفيّ بلاستيكيّ بالكامل. ولم يعلن ستيف جوبز سبب الاستغناء عن المعدن واستخدام البلاستيك كالمادة الرئيسيّة للغطاء، إلا أنّ أغلب الترجيحات تتوجه نحو بعض الأسباب، مثل أن الشركة واجهت مشاكل تقنيّة عند استخدام المعدن مع ميزة تحديد المواقع الجغرافيّة عبر الأقمار الاصطناعيّة، أو أنّ الشركة أرادت خفض سماكة ووزن وكلفة الجهاز. وأصبح الهاتف أطول وأعرض وأكثر سماكة (من المنتصف فقط) من ذي قبل، ولكنّ وزنه انخفض بحوالي غرامين (على الرغم من تقديم جميع المزايا الجديدة). وتبلغ أبعاد الإصدار الجديد 12,3x62,1x115,5 مليمتر، ويبلغ وزنه 133 غراما.
* «كومبيوتر جوال»
* وسيعمل الإصدار الجديد مع برامج الشركات، مثل برامج إرسال البريد الإلكترونيّ Push eMail، عبر خدمة «موبايل مي» MobileMe، وسيستطيع تشغيل البرامج التي يبرمجها الأفراد والشركات بسهولة كبيرة. وسيدعم الإصدار الجديد الشبكات الافتراضيّة الخاصّة Virtual Private Networks VPN (بالتعاون مع شركة «سيسكو» Cisco المتخصّصة بالشبكات) والتأكد من المستخدمين عبر عاملين اثنين ومسح الملفات عن بُعد، وهو يستطيع البحث عن العناوين من مصدر واحد خارجيّ مشترك. تجدر الإشارة إلى أنّ الهاتف أصبح متوافقا مع جميع ملفات مجموعة «مايكروسوفت أوفيس» Microsoft Office و«آي وورك» iWork المكتبيّة، الأمر الذي قد يجعله بديلا للكومبيوترات المحمولة، نظرا لأنّه أصبح كومبيوترا كاملا يعمل بنظام تشغيل ولديه قدرات اتصال بالشبكات، ودعم لبرامج الشركات والمبرمجين الآخرين، وقدرات تخزينيّة كبيرة.
هذا وتعتزم الشركة طرح الإصدار الجديد في 70 بلدا في هذا العام، ويمكن شراؤه عبر عقود مع شركات الاتصالات الرسميّة فقط. وستطرح الشركة الهاتف الجديد في تاريخ 11 يوليو من هذا العام في 22 بلدا، هي أستراليا والنمسا وبلجيكا وكندا والدانمارك وفنلندا وفرنسا (شبكة «أورانج») وألمانيا (شبكة «تي ـ موبايل») وهونغ كونغ وإيرلندا وإيطاليا واليابان والمكسيك وهولندا ونيوزلندا والنرويج والبرتغال وإسبانيا والسويد وسويسرا وبريطانيا (شبكة «أو 2») والولايات المتحدة الأميركيّة (شبكة «إيه تي & تي»). أمّا البلدان العربيّة التي ستحصل على الهاتف (في وقت لاحق من هذا العام)، فهي الأردن (شبكة «أورانج») ومصر شبكات «أورانج» و«فودافون» وقطر (شبكة «فودافون»)، بالإضافة إلى بلدان أخرى، هي الأرجنتين وبوتسوانا والبرازيل والكاميرون وتشيلي وكرواتيا وكولومبيا وجمهوريّة أفريقيا الوسطى وجمهوريّة التشيك وجمهورية الدومينيكان والإكوادور واستونيا واليونان والمجر (هنغاريا) والسلفادور والهند ولاتفيا ولثوانيا وغينيا وغينيا ـ بيساو وغينيا المحوريّة وهندوراس وكينيا ولوكسمبورغ وماكاو وساحل العاج وجامايكا وليختينشتين ومدغشقر ومالي ومالطا وموريشيوس ونيكاراغوا والنيجر وباراغواي وبيرو والسنغال والفلبين وبولندا ورومانيا وسنغافورا وسلوفاكيا وأفريقيا الجنوبيّة وتركيا والأوروغواي.
ومن الأمور اللافتة للنظر عدم تقديم الشركة لمنصة الهاتف Dock بشكل مجانيّ، حيث يجب على المستخدم شراؤها منفصلة إن أراد، ولم يذكر «ستيف جوبز» دعم الهاتف للرسائل متعدّدة الوسائط «إم إم إس» MMS أو قدرة الهاتف على تسجيل عروض الفيديو مباشرة.
هذا وخفضت الشركة سعر الهاتف بشكل ملحوظ، حيث انّ سعر إصدار 8 غيغابايت من الهاتف يبلغ 199 دولارا أميركيّا، بينما يبلغ سعر إصدار 16 غيغابايت 299 دولارا أميركيّا، والإصدار الأخير متوفر باللون الأسود أو الأبيض. ويمكن لمن اشترى الإصدار الحاليّ من الهاتف (عبر عقد مع شركات الاتصالات المعتمدة) بعد تاريخ 27 مايو من هذا العام استبدال هاتفه بالإصدار الجديد، ودون دفع أيّة مبالغ إضافيّة، وذلك في إطار حملة تسويقيّة كبيرة لنشر الإصدار الجديد. هذا ويمكن تحميل أيّ برنامج ذي حجم أقلّ من 10 ميغابايت عبر أيّ شبكة، ولكنّ الملفات التي يبلغ حجمها أكثر من 10 ميغابايت تتطلب استخدام شبكة «واي فاي» اللاسلكيّة، أو اتصالا ببرنامج «آي تونز». ويمكن تحميل البرمجة الجديدة (إصدار 2.0) على أيّ هاتف «آي فون» حاليّ بشكل مجانيّ، إلا أنّ أصحاب مشغلات الموسيقى «آي بود تاتش» iPod Touch مضطرّون إلى دفع 9.95 دولار أميركيّ للحصول على هذا التحديث.
* «نمر الثلج» و«موبايل مي»
* وأعلنت «آبل» عن تجهيز نظام التشغيل «ماك أو إس إكس 10.6» Mac OSX 10.6 الذي أسمته «نمر الثلج» Snow Leopard، الذي سيكون متوفرا في الأسواق خلال عام واحد فقط. وطُوّر النظام الجديد للاستفادة من المعالجات متعدّدة النواة Multi-Core Processors بشكل كبير، ويستطيع استخدام معالجات الرسومات في أداء العمليّات الحسابيّة حينما يكون المعالج الرئيسيّ مشغولا. وهو يدعم أحجام ذاكرة ضخمة تصل إلى 16 تيرابايت (التيرابايت الواحد هو 1024 غيغابايت). ويحتوي النظام على منصة «كويكتايم إكس» Quicktime X جديدة ومطوّرة لدعم امتدادات الصوتيات والصور الحديثة، للحصول على تجربة سلسة وممتعة.
هذا ويعمل متصفح «سافاري» Safari مع نصوص جافا Java Script أسرع بنسبة 53% في هذا الإصدار، الأمر الذي يجعل برمجيات «ويب 2.0» تبدو أكثر تجاوبا من قبل. ويدعم نظام التشغيل الجديد برنامج «مايكروسوفت إكستشينج 2007» Microsoft Exchange 2007 بشكل مباشر، بالإضافة إلى دعمه لخدمات «آي كال» iCal للتقويم، و«دفتر العناوين» Address Book. وأوضحت «آبل» أنّها معنيّة بتقديم نظام تشغيل أكثر ثباتا واستقرارا من السابق، عوضا عن تقديم مزايا مباشرة للمستخدمين.
وأعلنت «آبل» أيضا عن تغيير اسم خدمة «دوت ماك» .Mac لتصبح «موبايل مي» (ستحوّل «آبل» جميع مشتركي خدمة «دوت ماك» إلى «موبايل مي» بشكل تلقائيّ)، والتي هي عبارة عن برنامج «إكستشينج» للجميع، والتي تستطيع تخزين معلومات المستخدم (مثل دفاتر العناوين والرسائل والمواعيد والملفات المهمة) على الإنترنت، وتنسيق المعلومات من وإلى الإنترنت وأجهزة المستخدمين للحفاظ على المعلومات بشكلها الصحيح في جميع الأماكن. وتعمل هذه الخدمة بشكل مباشر (في حوالي 10 ثوان)، وتدعمها حاليّا خدمات وبرامج كثيرة، مثل «ميل» Mail و«آي كال» و«آدريس بوك» و«آي ديسك» iDisk في نظام التشغيل «ماك أو إس إكس»، بالإضافة إلى دعم برنامج «آوت لوك» لها في نظام التشغيل «ويندوز».
ويمكن مثلا تحديد موعد جديد على هاتف «آي فون»، ليجد المستخدم هذا الموعد موجودا على كومبيوتره عند عودته إلى مكتبه أو منزله. وستقدّم هذه الخدمة 20 غيغابايت من المساحة للمستخدم لقاء 99 دولارا في السنة للأفراد، أو 149 دولارا أميركيّا لحساب عائليّ (حساب رئيسيّ واحد بسعة 20 غيغابايت و4 حسابات إضافيّة لأفراد العائلة، بسعة 5 غيغابايت لكلّ حساب إضافيّ)، ويمكن إضافة 20 غيغابايت أخرى بسعر 49 دولارا أميركيّا، مع وجود فترة 60 يوما لتجربة الخدمة بشكل مجانيّ. وستنطلق هذه الخدمة مع إصدار برمجة «2.0» لهاتف «آي فون» في شهر «يوليو» (تمّوز) من هذا العام.
ويمكن لهذه الخدمة العمل من هواتف «آي فون» (يجب تحميل برمجة 2.0 وبرنامج «آي تونز 7.7» على كومبيوتر المستخدم) ومشغلات الموسيقى «آي بود تاتش»، ونظم التشغيل «ويندوز فيستا وإكس بي (مع مجموعة التحديثات الثانية لإكس بي)» و«ماك أو إس إكس تايغر 10.4.11» أو «ليبارد»، بالإضافة إلى القدرة على استخدام الخدمة عبر الإنترنت بواسطة متصفحات «إنترنت إكسبلورر 7» و«فايرفوكس 2» و«سافاري 3».
* مستقبل «آندرويد» المجهول
* مع طرح الإصدار الجديد لهاتف «آي فون»، وبأسعار مغرية جدّا، فإنّ شركات الاتصالات ستجد صعوبة كبيرة في التسويق للهواتف الذكيّة التي لا تغري المشتركين بالقدر نفسه مقارنة بهاتف «آي فون». وسيؤثر هذا الأمر حتما في قرارات التسويق للهواتف التي ستعمل بنظام التشغيل «آندرويد» Android (من شركة «غوغل»)، والذي تشارك به 4 شركات لتصنيع الهواتف الجوّالة والعديد من شركات الاتصالات العالميّة.
ومن المتوقع أن تخسر الشركات في بيع الهواتف نفسها، ولكنّها ستجني أرباحها من بيع الخدمات الإضافيّة للمشتركين، وتعويض خسائر الأجهزة. وإن سلكت الشركات الطريق المعاكس وقرّرت جني الأرباح من مبيعات الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد»، فإنّ مصير هذا النظام سيكون مجهولا، خصوصا أنّ حُمّى «آي فون» ستجتاح 70 بلدا قبل نهاية هذا العام، وأنّ أسعار إصداراته معقولة جدّا للمستخدم العاديّ. ويمكن مراجعة تاريخ إصدار «آي فون» الحاليّ الذي بيع بأسعار جنونيّة في الأسواق السوداء في العالم كلّه، ونفدت الكميّات من المتاجر المشاركة، وحتى من مستودعات شركة «آبل».
وشهد سوق الهواتف الجوّالة نقلة نوعيّة في الفترة السابقة، حيث انّ الهواتف الجديدة أصبحت تقلد هاتف «آي فون» من حيث طريقة التفاعل واللمس المتعدّد، ولكنّ هذه الهواتف لم تستطع الوصول إلى أسعار «آي فون» وأن تحافظ على مستوى الجودة نفسه، الأمر الذي جعلها تختفي من الأسواق، أو لا تحقق المبيعات المرجوّة. وستشهد الفترة المقبلة انخفاض أسعار هذه الأجهزة لتستطيع منافسة هاتف «آي فون»، الأمر الذي سيجبر الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد» على خفض أسعارها أيضا للمنافسة.
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
الأربعاء نوفمبر 19, 2008 4:21 pm